السبت، 23 مايو 2015

إستجواب

سألني ضابط الحدود: 
كم عمرك؟ 
قلت: خمسٌ وستون قصيدة.. 
قال: يا الله.. كم أنت طاعنٌ في السن.. 
قلت: تقصد.. كم أنا طاعنٌ في الحرية
***

إسمها

إسمها في فمي .. بكاء النوافير 
رحيل الشذا .. حقول الشقيق 
من سنونو يهم بالتحليق 
كنهور الفيروز يهدر في روحي 
كلهاث الكروم ، كالنشوة الشقراء 
غامت على فم الإبريق 
على كل منحنى ومضيق ... 
كحرير النهد المهزهز .. فيه 
كقطيعٍ من المواويل .. حطت 
في ذرى موطني الأنيق الأنيق 
وزحف السرور طي عروقي 
شفتي ، كالمزارع الخضر ، إن مر 
أحرفٌ خمسةٌ ، كأوتار عودٍ 
كترانيم معبدٍ إغريقي.. 
وأشهى من نكهة التطويق 
*** 
وتهدي إلى النبوغ طريقي!
كنيسان ، كالربيع الوريق 
أحرفٌ خمسةٌ ، كأوتار عودٍ 
كترانيم معبدٍ إغريقي.. 
أحرفٌ خمسةٌ ، أشف من الضوء 
وأشهى من نكهة التطويق 
*** 
إسمك الحلو .. أي دنيا تناغيني 
وتهدي إلى النبوغ طريقي!
***

الجمعة، 22 مايو 2015

إذا ...

إذا قالت امرأةٌ إنها ستحبك حتى الأبد.. وإنك زين الرجال فلا قبلك كان أحد ولا بعدك.. سوف يكون أحد. فلا تطمئن كثيراً إليها، لأن الدقيقة عند النساء، أبد... ***

أنا و النساء

1
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه...
2
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء..
3
أريد الخروج من القن..
حيث يفرقن بين الصباح وبين المساء
أريد الخروج من القن..
إن الدجاجات مزقن ثوبي..
وحللن لحمي..
وسمينني شاعر الشعراء....
4
كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجه..
كرهت الإقامه..
أيمكن أن أتولى
حراسة نهدين..
حتى تقوم القيامه؟؟
أيمكن أن يصبح الجنس سجناً
أعيش به ألف عامٍ وعام
أريد الذهاب..
إلى حيث يمكنني أن أنام...
فإني مللت النبيذ القديم..
الفراش القديم..
البيانو القديم..
الحوار القديم..
وأشعار رامبو..
ولوحات دالي..
وأعين (إلزا)
وعقدة كافكا..
وما قال مجنون ليلى
لشرح الغرام...
متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
خبيراً بفن الغرام؟
أريد الذهاب إلى زمن البحر..
كي أتخلص من كل هذي الكوابيس،
من كل هذا الفصام
فهل ممكنٌ؟
- بعد خمسين عاماً من الحب-
أن أستعيد السلام؟؟
5
أريد الذهاب.. لما قبل عصر الضفائر
وما قبل عصر عيون المها..
وما قبل عصر رنين الأساور
وما قبل هندٍ..
ودعدٍ..
ولبنى..
وما قبل هز القدود،
وشد النهود..
وربط الزنانير حول الخواصر..
أريد الرحيل بأي قطارٍ مسافر
فإن حروب النساء
بدائيةٌ كحروب العشائر
فقبل المعارك بالسيف،
كانت هناك الأظافر!!.
*
6
كرهت كتابة شعري على جسد الغانيات
كرهت التسلق كل صباحٍ، وكل مساءٍ
إلى قمة الحلمات..
أريد انتشال القصيدة من تحت أحذية العابرات
أريد الدخول إلى لغةٍ لا تجيد اللغات
أريد عناقاً بلا مفردات
وجنساً بلا مفردات
وموتاً بلا مفردات
أريد استعادة وجهي البريء كوجه الصلاة
أريد الرجوع إلى صدر أمي
أريد الحياة...
***

أقرأ جسدك و أتثقف

يوم توقف الحوار بين نهديك المغتسلين بالماء..
وبين القبائل المتقاتلة على الماء...
بدأت عصور الإنحطاط..
أعلنت الغيوم الإضراب عن المطر
لمدة خمسمئة سنه..
وأعلنت العصافير الإضراب عن الطيران
وامتنعت السنابل عن انجاب الأولاد
وصار شكل القمر كشكل زجاجة النفط..
2
يوم طردوني من القبيله..
لأني تركت قصيدةً على باب خيمتك..
وتركت لك معها ورده..
بدأت عصور الانحطاط..
إن عصور الإنحطاط ليست الجهل بمبادئ النحو
والصرف..
ولكنها الجهل بمبادئ الأنوثه..
وشطب أسماء جميع النساء من ذاكرة الوطن..
3
آه يا حبيبتي..
ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب..
كشرطي سير؟..
فيعتبر الوردة مؤامرةً على النظام..
ويعتبر القصيدة منشوراً سرياً ضده..
ما هو هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء..
تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج..
من الخليج إلى المحيط..
والذي يتكلم في النهار كقديس..
ويدوخ في الليل على سرة امرأة..
4
ما هو هذا الوطن؟..
الذي ألغى مادة الحب من مناهجه المدرسيه..
وألغى فن الشعر..
وعيون النساء..
ما هو هذا الوطن؟
الذي يمارس العدوان على كل غمامةٍ ماطره
ويفتح لكل نهدٍ ملفاً سرياً...
وينظم مع كل وردةٍ محضر تحقيق!!.
5
يا حبيبتي..
ماذا نفعل في هذا الوطن؟.
الذي يخاف أن يرى جسده في المرآة..
حتى لا يشتهيه..
ويخاف أن يسمع صوت امرأةٍ في التلفون..
حتى لا ينقض وضوءه..
ماذا نفعل في هذا الوطن؟
الذي يعرف كل شيءٍ عن ثورة أكتوبر..
وثورة الزنج..
وثورة القرامطه..
ويتصرف مع النساء كأنه شيخ طريقه..
ماذا نفعل في هذا الوطن الضائع..
بين مؤلفات الإمام الشافعي.. ومؤلفات لينين..
بين المادية الجدلية.. وصور (البورنو)..
بين كتب التفسير.. ومجلة (البلاي بوي)..
بين فرقة (المعتزلة).. وفرقة (البيلتز)...
بين رابعة العدوية.. وبين (إيمانويل)...
أيتها المدهشة كألعاب الأطفال
إنني أعتبر نفسي متحضراً..
لأني أحبك..
وأعتبر قصائدي تاريخيةً.. لأنها عاصرتك..
كل زمنٍ قبل عينيك هو احتمال
وكل زمنٍ بعدهما هو شظايا..
ولا تسأليني لماذا أنا معك..
إنني أريد أن أخرج من تخلفي..
وأدخل في زمن الماء..
أريد أن أهرب من جمهورية العطش..
وأدخل جمهورية المانوليا..
أريد أن أخرج من بداوتي..
وأجلس تحت الشجر..
وأغتسل بماء الينابيع.
وأتعلم أسماء الزهار..
أريد أن تعلميني القراءة والكتابه..
فالكتابة على جسدك أول المعرفه
والدخول إليه دخول إلى الحضاره..
إن جسدك ليس ضد الثقافه..
ولكنه الثقافه..
ومن لا يقرأ دفاتر جسدك
يبقى طول حياته.. أمياً....
***

أنت لي

يروون في ضيعتنا .. أنت التي أرجح
شائعةٌ أنا لها مصفقٌ . مسبح
وأدعيها بفمٍ مزقه التبجح
يا سعدها روايةً ألهو بها وأمرح
يحكونها .. فللسفوح السكر والترنح
لو صدقت قولتهم .. فلي النجوم مسرح
أو كذبت .. ففي ظنوني عبقٌ لا يمسح
لو أنت لي .. أروقة الفجر مداي الأفسح
لي أنت .. مهما صنف الواشون ، مهما جرحوا
وحدي .. أجل وحدي .. ولن يرقى إليك مطمح
***
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
والخال لي .. والشال لي .. والأسود المسرح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
أنت .. ويكفيني أنا الغرور والتبجح
***

إحباط

أردت..
أن أكون سفير الكلمات الجميلة
فغلبني القبح..
وأردت تشجير الصحراء
فأكلني الملح...
***